مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

التوحيد

صفحة 76 - الجزء 1

  ويهرول، حتى قلتم ورويتم أن الله تعالى خلق آدم على صورته طوله ستون ذراعاً، وإذا لم يكن هذا تشبيهاً؛ فما هو التشبيه؟

  وأخبرونا ما هو التشبيه الذي تنزهون الله تعالى عنه؟

  قالت الحنابلة في الاحتجاج على ما ذهبت إليه فيما تقدم - كما في كتاب (عقيدة التوحيد) لصالح الفوزان -:

  ١ - إن الله تعالى أثبت لنفسه ما تقدم، وحينئذ فنفيها عن الله، أو نفي بعضها يعتبر محادة لله ولرسوله ÷.

  ٢ - أنه لا يلزم من وجود تلك الصفات في المخلوقين المشابهة بين الله وخلقه، فإن صفات الله لا تشبه صفات المخلوقين، والاشتراك في الاسم والمعنى لا يوجب الاشتراك في الحقيقة، فالمعلوم أن أسماء الله وصفاته تخصه وتليق به، وأسماء المخلوقين وصفاتهم تخصهم وتليق بهم.

  ٣ - أن الذي ليس له صفات كمال لا يصلح أن يكون إلهاً، {لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ}⁣[مريم: ٤٢]، {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا}⁣[الأعراف: ١٤٨].

  ٤ - أن إثبات الصفات كمال، ونفيها نقص، فالذي ليس له صفات، إما معدوم وإما ناقص، والله تعالى منزه عن ذلك.

  ٥ - أن تأويل الصفات عن ظاهرها لا دليل عليه، فهو باطل، وتفويض معناه إلى الله يلزم منه أن الله تعالى خاطبنا في القرآن بما لا نفهم معناه.