التوحيد
  ثم قال في الكتاب المذكور: فتبين من هذا أنه لا بد من إثبات أسماء الله وصفاته على الوجه اللائق بالله، مع نفي مشابهة المخلوقين كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}[الشورى]، فنفى عن نفسه مماثلة الأشياء، وأثبت له السمع والبصر فدل على أن إثبات الصفات لا يلزم منه التشبيه، وعلى وجوب إثبات الصفات مع نفي المشابهة، وهذا هو معنى قول أهل السنة والجماعة في النفي والإثبات في الأسماء والصفات: إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطيل ... انتهى من صفحة ٦٨ وما قبلها.
  الجواب على الحنابلة فيما ذكروه في هذه الخمسة الأرقام:
  ١ - الواجب إثبات ما أثبت لنفسه من الأسماء والصفات، ومع ذلك فيجب أن ننفي عن الله تعالى ما نفاه عن نفسه؛ فإنه تعالى قد نفى عن نفسه أي مشابهة أو مماثلة بينه وبين مخلوقاته فقال سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}[الشورى]، وقال سبحانه: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}[الإخلاص]، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ٦٥}[مريم]، {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ١١٠}[طه].