مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

التوحيد

صفحة 78 - الجزء 1

  ونحن إذا أثبتنا لله تعالى صفة الحلول في الأمكنة والصعود والهبوط، وصفة العينين والأذنين والشفتين، والأسنان واللسان واللهوات، والضحك والكلام، واليدين والقدمين والجنب، وأنه على صورة آدم طوله ستون ذراعاً - نكون بذلك قد ساوينا بينه وبين خلقه، وشابهنا بينهما، وكنا حينئذٍ قد ألحقنا بالباري صفات النقص، ووسمناه بها، وكان مقتضى قولنا وفحواه: أن الله تعالى محدث مخلوق، وذلك حين وصفناه بالصفات التي يستدل بها على إبداع الصنعة، وإتقان التركيب والتقدير.

  فمن هنا أجمع علماء المسلمين من أهل السنة والشيعة غير الحنابلة على أن الله تعالى منزه عن مثل تلك الصفات المحدثة، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

  ٢ - الجواب على قولهم في الرقم الثاني: إنه لا يلزم من وجود تلك الصفات في المخلوقين المشابهة - يقال: إن الاشتراك في أي صفة يوجب المشابهة، ونعني بذلك الاشتراك في المعنى والاسم دون الاشتراك في الاسم فقط.

  وقول الحنابلة: إن لله صفات تليق به، وللمخلوق صفات تليق به، قالوا هذا القول جواباً على من ألزمهم المشابهة، وفي الواقع أنه جواب لا يرفع لزوم المشابهة، فهم وإن قالوا ذلك القول مشبهون لله تعالى بخلقه.