التوحيد
  وبناءً على ذلك فقول الحنابلة: إن لله تعالى يدين تليقان به وتختصان به - يحتم المشابهة بينه تعالى وبين خلقه، وأن وجود فوارق أخرى لا ترفع هذا التشابه المخصوص.
  ٣ - نحن نوافق الحنابلة في أن الذي لا يتصف بصفات الكمال لا يكون إلهاً، غير أن ذلك لا يعني أن لله تعالى يدين وقدمين، وعينين وأذنين؛ لأن ذلك ليس من صفات الكمال، بل الواقع أن ذلك من صفات النقص التي لا تكون إلا للمحدثات الضعيفة؛ لأنه هو الذي يحتاج إلى آلات القبض والبسط، والمشي والإدراك.
  أما الله تعالى فإنه غني عن الحاجة إلى الآلات، يسمع ويبصر من غير آلة للسمع والبصر، ويخلق ويصنع من غير آلة يدين يحركهما ويسكنهما: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٨٢}[يس].
  ٤ - الواجب هو إثبات صفات الكمال لله تعالى ونفي صفات النقص عنه تعالى، والنزاع بين الحنابلة وغيرهم هو في صفات المخلوقين من اليدين والرجلين والعينين والأذنين و ... إلخ؛ فالحنابلة أثبتوها لله تعالى، وغيرهم نفاها عن الله تعالى.
  ٥ - نحن نوافق الحنابلة في أنه لا يجوز تأويل أسماء الله وصفاته عن ظاهر معناها من غير دليل، وأن الواجب إجراؤها على ظاهرها من غير تأويل، غير أن هناك أدلة قاطعة وبراهين