مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

القول في الرؤية

صفحة 82 - الجزء 1

القول في الرؤية

  ذهبت طوائف أهل السنة إلى أن الله تعالى سوف يُرى في الآخرة، فالأشعرية منهم يقولون كما في شرح المقاصد: (إن المؤمنين يرونه تعالى منزهاً عن المقابلة والجهة والمكان).

  ومن أهل السنة من يقول: إنه تعالى يرى بلا كيف، أو يقول: الرؤية معلومة والكيف مجهول.

  وذهبت العدلية إلى أن الله تعالى لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة.

  استدل أهل السنة على إمكان الرؤية لله تعالى بعدة أدلة هي:

  ١ - قوله تعالى حكاية عن موسى ~: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ١٤٣}⁣[الأعراف]، وذلك أن موسى طلب الرؤية ولم يكن عابثاً ولا جاهلاً، وقد علقها الله تعالى على استقرار الجبل وهو ممكن في نفسه.

  ٢ - أن العلة في صحة رؤية المرئيات هي: إما الوجود أو الحدوث، والحدوث أمر عدمي لا يصلح للتعليل. قال في شرح المقاصد وهو يبين ذلك: إنه أمر اعتباري، والأمر الاعتباري عدم، أو أن يكون معناه الوجود بعد العدم، وما جزؤه عدمي فهو