مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

القول في الرؤية

صفحة 83 - الجزء 1

  عدمي، وحينئذ فيكون المصحح لرؤية المرئيات هو الوجود، والوجود علة يشترك فيها القديم والمحدث، فمن هنا قالوا بجواز رؤية الله تعالى، وهذا دليل عقلي.

  ٣ - إجماع الأمة قبل حدوث المخالف؛ فإنهم أجمعوا على حمل أدلة الرؤية على ظواهرها من دون أي خلاف.

  ٤ - قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ٢٢ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ٢٣}⁣[القيامة]، فقالوا: النظر وإن كان من الألفاظ المشتركة التي تحمل عدة معان مختلفة إلا أنه هنا بمعنى الرؤية لا غير، وذلك لاقترانه بـ (إلى) فإنه إذا اقترن بها لا يكون إلا بمعنى الرؤية.

  ٥ - قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ١٥}⁣[المطففين]، قال في شرح المقاصد: حقر شأن الكفار، وخصهم بكونهم محجوبين؛ فكان المؤمنين غير محجوبين، وهو معنى الرؤية. انتهى

  ٦ - النص من النبي ÷ في قوله في الحديث الصحيح: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته» روي في الصحاح، وفيما روي عن صهيب أنه قال: قرأ رسول الله ÷ هذه الآية: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}⁣[يونس: ٢٦]، فقال: إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار - نادى منادٍ أهل الجنة: إن لكم عند الله موعداً يشتهي أن ينجزكموه، قالوا: ما هذا الموعد؟