مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

القول في الرؤية

صفحة 84 - الجزء 1

  ألم يثقل موازيننا، وينضر وجوهنا، ويدخلنا الجنة، ويخرجنا من النار؟ قال: فيرفع الحجاب فينظرون إلى وجه الله تعالى، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر» رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما.

  وفي حديث آخر: «... وأكرمهم على الله تعالى من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية» ثم قرأ رسول الله ÷: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ٢٢ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ٢٣}⁣[القيامة].

  جواب العدلية:

  أجابت العدلية على ما استدل به أهل السنة فيما تقدم، وها هي الجوابات مرتبة على ترتيب أدلتهم:

  ١ - قوله تعالى حكاية عن موسى ~: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ}، نقول:

  إن هذه الحكاية القرآنية لا تدل على ما يقوله أهل السنة لا من قريب ولا من بعيد، بل الأمر على العكس، فإنها تدل على ما نذهب إليه نحن العدلية من أن الله تعالى لا يُرى لا في الدنيا ولا في الآخرة، وذلك من عدة وجوه: