القول في الرؤية
  ١ - قوله {لَنْ تَرَانِي} وهذا نفي مطلق فيشمل جميع الأوقات المستقبلة في الدنيا والآخرة.
  ٢ - دكدكة الجبل تدل على ما نقول؛ لأن الله تعالى قد جعله آية على عدم رؤيته.
  ٣ - صعق موسى # هو وأصحابه، ولا يكون ذلك إلا عن ذنب عظيم بدليل قوله تعالى: {فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ...}[النساء: ١٥٣].
  ٤ - قول موسى # بعد الإفاقة: {سُبْحَانَكَ} يدل على تنزيه الله تعالى عن الرؤية وتعاليه عنها.
  ٥ - قوله # أيضاً: {تُبْتُ إِلَيْكَ} يدل على ما ذكرنا؛ لأن التوبة لا تكون إلا عن ذنب؛ فمن هنا قلنا إن الآية دليل لنا نحن العدلية، وليس لأهل السنة فيها حجة ولا دليل.
  ٢ - وما احتجوا به ثانياً من أن العلة المصححة للرؤية هي الوجود؛ فنقول:
  هناك أمور موجودة ولا يصح رؤيتها كالأصوات والروائح، وبهذا ينتقض قولهم: إن الوجود علة مصححة للرؤية، ولضعف هذه الحجة قال في شرح المقاصد: (والإنصاف أن ضعف هذا الدليل جلي).