مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

القول في الرؤية

صفحة 87 - الجزء 1

  وقال سبحانه وتعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ١٧}⁣[الغاشية]، وما أشبهها في القرآن وهو أكثر من أن يحصى؛ فإن النظر في ذلك قد اقترن بـ (إلى) وليس معناه نظر العين الذي هو الرؤية، بل هو بمعنى نظر القلب الذي هو التفكر، وليس ذلك من الرؤية في شيء، وبهذا يبطل استدلالهم بالآية.

  ولذلك قال في شرح المقاصد: وتمام الكلام في الإشكالات الموردة من قبل المعتزلة عن الاحتجاج بالآية والتفصي عنها من قبل أهل الحق مذكور في نهاية العقول للإمام الرازي، لكن الإنصاف أنه لا يفيد القطع، ولا ينفي الاحتمال.

  ٥ - قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ١٥}⁣[المطففين]، فنقول:

  ليس في ذلك دليل على ما يذهبون إليه، واحتجاجهم بهذه الآية أبعد في الحجية من الاستدلال بالآية السابقة، وقد عرفت ما قاله صاحب شرح المقاصد فيما سبق.

  والمعنى هنا: أن الفجار في يوم القيامة محجوبون عن رحمة الله وثوابه ليس لهم في شيء من ذلك حظ ولا نصيب، وإنما لهم صلي الجحيم وعذاب الخلد - جزاءً على تكذيبهم بالله ورسله وآياته.

  ٦ - أما احتجاجهم بالأحاديث فنقول: الأحاديث آحادية لا تفيد إن صحت إلا الظن، والمطلوب هنا القطع واليقين.