[المقاولات بين الفريقين]
  قال بعض أهل السنة: إنه تعالى يرى يوم القيامة بلا كيف.
  قالت العدلية: الرؤية بلا كيف غير مقبولة عند فطرة العقل، وكيف يصدق عاقل بصحة رؤية شيء لا يتصف بشيء من الصفات أصلاً؛ فلا يمكن أن يقبل العاقل رؤية شيء لا هو - في حال رؤيته - متحرك ولا ساكن، ولا طويل ولا عريض ولا قصير، ولا هو أمامك ولا خلفك ولا فوقك، ولا عن يمين أو عن يسار، ولا ... ولا ... إلخ.
  قالت العدلية: تمدح الله تعالى بنفي الرؤية عن نفسه على الإطلاق والتعميم، فقال سبحانه: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ١٠٣}[الأنعام: ١٠٣].
  قال أهل السنة: الآية لم تنف الرؤية، وإنما نفت الإحاطة، ونحن نقول إن الله لا تحيط به الأبصار، وذلك أن الإدراك يفسر بالإحاطة كما في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ}[يونس: ٩٠]، أي أحاط به.
  قالت العدلية: الإدراك يمكن أن يفسر بالإحاطة غير أنه إذا اقترن بالبصر كما في الآية لا يكون إلا بمعنى رؤية العين، هكذا ذكره أهل اللغة.
  قال أهل السنة: آية {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} آية عامة لجميع الأوقات، وآية: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ٢٣} آية خاصة، فيمكن الجمع