مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المقاولات بين الفريقين]

صفحة 91 - الجزء 1

  قالت العدلية: لو رؤي الباري تعالى لكان حال رؤيته مقابلاً للرائي، وفي جهة ومكان، ولكان جسماً أو عرضاً.

  قال أهل السنة: رؤية الله تعالى يوم القيامة ليست كالرؤية في الدنيا، فالرؤيتان مختلفتان إما بالماهية وإما بالهوية، ومع الاختلاف فلا تقاس إحداهما على الأخرى لجواز اختلاف الشروط واللوازم، أفاد هذا في شرح المقاصد.

  قالت العدلية: النزاع فيما نعرفه اليوم من معنى الرؤية، لا في رؤية مخالفة لها بالحقيقة؛ فإن كنتم تقصدون برؤية الله تعالى يوم القيامة - الانكشاف التام من معرفة الله، وبعبارة أخرى: العلم الضروري بالله تعالى بحيث لا يبقى في العلم به أي شك ولا شبهة - فلا نزاع ولا خلاف بيننا وبينكم إلا في العبارة.

  استدلت العدلية فقالت: إن الله تعالى حيثما ذكر سؤال الرؤية في كتابه استعظمه استعظاماً شديداً، واستنكره استنكاراً بليغاً، حتى سماه ظلماً وعلواً في قوله تعالى: {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ٢١}⁣[الفرقان].

  وعذب بعذاب الصواعق الذي يعذب به المشركين والمكذبين في قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ٥٥}⁣[البقرة]،