مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[1] - القبر:

صفحة 95 - الجزء 1

  الصحاح والمسانيد منهم أحمد في مسنده في أكثر من خمسة وأربعين موضعاً من مسنده، وكل ذلك بطرق وأسانيد متعددة.

  وعلى الجملة فالأحاديث في عذاب القبر ونعيمه كثيرة، روتها طوائف المسلمين من أهل السنة ومن الشيعة، وقد أجمع علماء المسلمين على ذلك.

  والذي خالف في عذاب القبر هو ضرار بن عمرو وأتباعه، وقد نسب ضرار بن عمرو إلى المعتزلة وهم برءاؤ منه، حكى ذلك القاضي عبدالجبار المعتزلي في شرح الأصول.

  واستدلوا لنفيهم عذاب القبر بقوله تعالى: {رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ...}⁣[غافر: ١١]، فقالوا: لو كان في القبر إحياء لكانت الإحياءات ثلاثة: في الدنيا، وفي القبر، وفي الحشر.

  وقالوا أيضاً: إنا نرى المصلوب يبقى مدة من غير تكلم ولا تحرك، ولا يظهر عليه أي أثر للتألم أو التلذذ، وربما كان الميت في لحد ضيق أو صندوق لا يتسع لأن يجلس فيه الميت.

  وأجيب على ضرار وأصحابه المنكرين لعذاب القبر ونعيمه بجوابات متعددة؛ منها:

  أن عذاب القبر ونعيمه إنما هو للروح دون الجسد، أما الجسد فقد مات وصار جماداً خالياً عن أي إحساس، وحينئذ فقوله تعالى: {أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} يراد به حياة الدنيا وحياة