الخلود في الآخرة
الخلود في الآخرة
  أجمع المسلمون على خلود أهل الجنة في الجنة، وخلود أهل النار في النار، واختلفوا فيمن ارتكب معصية كبيرة من المؤمنين ومات قبل أن يتوب.
  فذهب أهل السنة والجماعة إلى: احتمال العفو، واحتمال العقاب، كلاهما في مشيئة الله تعالى من غير قطع بأيهما، غير أنه إذا عذب فإنه لا يخلد في النار، بل يخرج منها بعد دخولها.
  واستدلوا على ذلك بأدلة:
  ١ - قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٧}[الزلزلة].
  وقوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ}[النساء: ١٢٤].
  فقالوا: إن مرتكب الكبيرة داخل في عموم هاتين الآيتين، فهو وإن دخل النار ومكث فيها وقتاً فإنه سيخرج إلى الجنة ليرى مثاقيل الخير التي كان يعملها، ويرى جزاء الأعمال الصالحة التي كان يعملها.
  ٢ - حديث: من قال: «لا إله إلا الله دخل الجنة»، وحديث: «من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة وإن زنى وإن سرق». أخرج هذين الحديثين البخاري ومسلم وغيرهما، وأخرجا أيضاً حديث: «يخرج من النار قوم