لا قبيح من الله تعالى
لا قبيح من الله تعالى
  اتفق المسلمون بجميع طوائفهم على أن الله تعالى لا يفعل القبيح، وأن أفعاله كلها حسنة، وأنه تعالى عدل حكيم، لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها، ويؤت من لدنه أجراً عظيماً.
  غير أنهم اختلفوا بعد هذا الوفاق في شرح ذلك وتفصيله:
  فقالت طوائف أهل السنة:
  إن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق معاصي العباد وأرادها وشاءها من الشرك والكفر والفسوق والظلم والكذب والنفاق والزنا واللواط و ... إلخ، لا قدرة للعباد عن ترك ذلك، ولا الانفكاك عنه، وأن الله تعالى حين كلفهم بترك ذلك فإنه قد كلفهم بما لا يقدرون عليه، ولا حيلة لهم في التخلص منه.
  هكذا ذكروا في (شرح المقاصد)، و (المطالب العالية)، وصرحوا أن الله تعالى يكلف عباده بما لا يطيقون.
  واستدلوا على أن الله تعالى يكلف بما لا يطاق بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٦}[البقرة]، وما أشبهها من نحو قوله تعالى: {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٧}[يس]، وقوله تعالى: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ١١} ... إلى قوله: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا ١٧}[المدثر]، وقوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ١ ...} إلى آخر السورة [المسد]؛ فقالوا: