[المقاولات بين الفريقين]
[المقاولات بين الفريقين]
  وإليك هذه المقاولات بين الفريقين:
  أهل السنة: الأحاديث مروية في الصحاح لا غبار على صحتها.
  العدلية: لا تفيد إلا الظن إذا صحت، والمطلوب اليقين.
  أهل السنة: أجمع أهل السنة خلفاً بعد سلف على صحة رؤية الله تعالى يوم القيامة يراه المؤمنون، وتيقنوا ذلك وقطعوا به، وهم الغالبية والسواد الأعظم.
  العدلية: إجماعهم ليس بحجة، وإنما الحجة إجماع الأمة جميعاً، وكثرتهم لا تدل على الحق؛ لما قدمنا من الأدلة على ذم الكثرة ومدح القلة.
  أهل السنة: إن الله تعالى سوف يرى يوم القيامة في غير مكان، وفي غير جهة، ومنفياً عنه المقابلة.
  العدلية: الرؤية للشيء وهو في غير مكان وفي غير جهة وليس مقابلاً للرائي - كل واحد من ذلك محال؛ فرؤية العين لا تقع إلا على شيء يكون أمام الرائي، وهذه حقيقة مقطوع بها عند العقل.
  وكذلك لا ترى العين إلا ما كان في جهة من الجهات، والعقول تحيل أشد ما يكون من الإحالة رؤية شيء بالعين في حال أن المرئي ليس في جهة من الجهات، وفطر العقول أيضاً تقطع بعدم إمكان رؤية شيء ليس في مكان.