مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[1] - القبر:

صفحة 94 - الجزء 1

المعاد

[١] - القبر:

  سؤال القبر وعذابه حق لقوله تعالى في آل فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ٤٦}⁣[غافر]، ولقوله تعالى في الشهداء: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ١٦٩ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ١٧٠}⁣[آل عمران].

  والأحاديث في هذا الباب كثيرة متواترة المعنى، منها:

  حديث: «القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران».

  وحديث: أن النبي ÷ مر بقبرين فقال: «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله».

  وحديث: استعاذة النبي ÷ من عذاب القبر، وهذا الحديث بانفراده يقرب أن يكون متواتراً، فقد رواه البخاري في صحيحه في أكثر من أربعة عشر موضعاً بطرق وأسانيد متعددة، ورواه مسلم في أكثر من أحد عشر موضعاً كذلك، ورواه النسائي في أكثر من خمسة وعشرين موضعاً من سننه، وأخرجه سائر أهل