الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

ولي الأمر

صفحة 163 - الجزء 1

  كما قد يؤخذ من ذلك أن الخلافة تستحق بالفضل.

  قوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}⁣[النساء ٥٩]:

  أولو الأمر هم الأئمة وولاتهم، فتكون طاعتهم واجبة في كل ما ألزموا به، إلا فيما لا يرضي الله تعالى فلا تجوز طاعتهم؛ لقوله تعالى: {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ ١٥١ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ١٥٢}⁣[الشعراء].

  وقال تعالى: {لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}⁣[الحجرات ١]:

  بما أن الإمام قائم مقام رسول الله ÷ فيجب التأدب في مقامه؛ فلا يفرض عليه رأي، ولا يعارض في رأيه، ولا يتقدم عليه أحد بأمر إلا بإذنه.

  وقوله تعالى: {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ٢}⁣[الحجرات]:

  فيه دعوة إلى التأدب بين يدي الخلفاء والعلماء.

  وفيه أن المعاصي تحبط الحسنات.

  قوله تعالى: {وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ} ... إلخ الآيات [الأعراف ١٥٠]:

  يؤخذ منه أن للوالي تأديب ولاته المفرطين في ما وكل إليهم وإهانتهم على التفريط والإهمال.

  وأنه ينبغي للوالي وغيره تقديم الأهم فالأهم.

  وأن كل مجتهد مصيب.

  وحسن الجزع عند حدوث نقص في الدين.

  وفي الآية الدلالة على القاعدة التي تقول: «درء المفاسد أولى من جلب المصالح»؛ لهذا ألقى موسى الألواح.