الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

صلاة السفر

صفحة 42 - الجزء 1

  ذكر الله هنا فوائد للصلاة:

  ١ - تمحو السيئات.

  ٢ - تردع فاعلها عن فعل المعاصي.

  ٣ - تعينه على النوائب والمصائب.

  وقد أكثر الله تعالى من الأمر بالصلاة في القرآن كثرةً بالغةً، وحث عليها غاية الحث، ومدح المصلين وأثنى عليهم غايةَ الثناء، ووعدهم الوعد الجميل، وصَرَّفَ في ذكرها الآيات تَصْرِيْفًا؛ مما يدل على عظم شأنها عند الله، ومكانتها في الإسلام.

  ومما ينبغي التنبيهُ عليه هاهنا أمرٌ هام لم يُذكر حقَّ الذكرِ في كتب الفقه؛ وذلك هو الخشوع الوارد في قوله: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ١ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ٢}⁣[المؤمنون].

  وقد فُسِّرَ الخشوعُ بأنه السكونُ في الصلاة، وهو تفسير صحيح، غير أن أصله في القلب، وإنما ذلك أثرٌ من آثاره، فينبغي أنْ يعلمَ المصلي أن الخشوع للصلاة كالروح للبدن، فصلاةٌ بدون خشوع كبدن بلا روح.

  والخشوعُ هو من نتائج الخوف من الله، فالخوفُ من الله هو الأصل، ويتبعه خشوعُ القلب واطمئنانُه، فإذا حصلَ ذلك في القلب نَتَجَ عنه خشوعُ البدن وسكونه.

  ويدل على هذا التفسير قولُه تعالى في ذكر الصلاة: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ٤٥ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ٤٦}⁣[البقرة].

  والذي لا بد منه هو استحضار النية - وهي كما قدمنا في أركان الصلاة. ومحل النية في أول الصلاة - واستحضارُ معاني القراءة والأذكار، ومعنى الركوع والسجود والقيام والقعود.

  وحصولُ ذلك يحتاج إلى جهاد متواصل لوساوس النفس.