[حجج المرخصين والرد عليها]
  وحديث أنجشه، وهو من حداء الأعراب للإبل لا طرب فيه للإنسان ولا آلة لهو، وخبر لعب الحبشة، وهو كذلك، وإنما هو تدريب على السلاح، وخبر ابن عمر حين سمع الراعي فسد أذنيه حتى غاب عنه الصوت، وروي أنه قال: هكذا فعل رسول الله ÷ وهو حكاية فعل محتملة لعدة أوجه:
  منها: أن يكون ذلك مما صار معلوماً إنكاره فيكون كمضي كافر إلى كنيسة، أو لا يكون ثمة اقتدار على التغيير، أو أنه قبل التحريم، ولم يصرح ابن عمر أن الرسول ÷ لم ينكر، ولعله إنما أراد حكاية سد الأذنين عند سماع المنكر، مع أن زمارة الراعي هذه يحتمل ألا تكون من المزامير وإنما سماها للمشابهة، وهذا كله على فرض الصحة.
  وكذا ما روي من لعب الصغار لدن عائشة أيام العيد محتمل لعدة من الاحتمالات؛ فلا ينبغي لمتدين أن يعدل إلى هذه المحتملات الضعيفة، ويعرض عن النصوص الصحيحة الصريحة.