مثال آخر [تكبر المرأة عن التعلم عند غيرها]
  الذلة و المهانة والصَّغَار هي في التكبر والترفع وترك التعلم.
  ولْتَعْلَم المرأة المسلمة أنَّ مِنْ نعم الله العظيمة عليها وعلى غيرها أن يَمُنَّ الله بقيام مدرسة للنساء في قريتها وعند باب بيتها، يتواجد فيها كل يوم من يعلِّمُها القرآن وما تحتاجه من أحكام الإسلام في الوقت المناسب.
  فعلى النساء أن يتلقوا مثل هذه النعمة بالشكر لله والحمد لله تعالى، وبالإقبال على التعلم، وبالتواضع أولاً لله تعالى ولرسوله ÷، ولمن يعلمها العلم والقرآن، ولكل من يتواجد في المدرسة لطلب العلم؛ فإنه يجب التواضع للجميع للأستاذة وللطالبة، للصغيرة والكبيرة.
  وعلى المدرِّسَةِ أن تُعَلِّمَ الطالبات التواضع، وعليها أن تكون في نفسها المثل الأعلى في التواضع، فلا ترفع نفسها فوق أيِّ طالبة صغيرة أو كبيرة، ولا تفرض لنفسها أيِّ حق على الطالبات، ولتحرص أشد الحرص على أن لا يصدر منها ما يوهم الرفعةَ والكبرةَ، وإذا استطاعت أن تكون أشدَّهُن تواضعاً حتى تصير كأنها الطالبة وكأن طلبتها هن المعلمات - فَعَلَتْ ذلك، فإنه أزكى لها عند الله وأطهر وأحسن وأجمل؛ فإِنها إذا فعلت ذلك تسببت في إقبال الطالبات عليها والرغبة في التعليم عندها، وكثرت المستفيدات في مدرستها، وكثر النفع والانتفاع، وبذلك يتضاعف لها الأجر والثواب، وهذا مع إخلاص النية لله تعالى.