من كتاب الحج [حديث جابر بن عبدالله]
  فجعل المقام بينه وبين البيت، فكان أبي يقول ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي ÷ كان يقرأ في الركعتين: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ١} ثم رجع إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من الباب إلى الصفا، فلما دنا من الصفا قرأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}[البقرة: ١٥٨] أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا فَرَقا عليه حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده انجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، ثم دعا بين ذلك قال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا صعدنا مشى حتى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا، حتى إذا كان آخر طوافه على المروة فقال: لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدى، وجعلها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة، فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال: يا رسول الله ألعامنا هذا أم للأبد؟ فشبك رسول الله ÷ بين أصابعه واحدة في الأخرى، وقال: دخلت العمرة في الحج - مرتين - لا بل الأبد الأبد، وقدم علي من اليمن ببدن النبي ÷ فوجد فاطمة ^، فمن أحل ولبست ثياباً صبيغاً واكتحلت فأنكر ذلك عليها، فقالت: إن أبي أمرني بهذا، قال: فكان علي يقول بالعراق: فذهبت إلى رسول الله ÷ محرشاً على فاطمة للذي صنعت مستفتياً لرسول الله ÷ فيما ذكرت عنه، فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها، فقال: صدقتْ صدقت، ماذا قلت حين فرضت الحج؟ قال: قلت: اللهم إني أهل بما أهل به رسولك، قال: فإن معي الهدي فلا تحل، قال: فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به النبي ÷ مائة، قال فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي ÷ ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية