[فعل النبي ÷، وعصمة الأنبياء $]
  التأويل، وهو حيث يظنون أنهم لا يقعون فيها، كخطيئة آدم #، أو يظنون أنها غير معصية، كخطيئة يونس وداود @. ومثل هذا التأويل ذكر أبو علي وأبو عبدالله(١) والقاضي.
  وقال النظام وابن مبشِّر(٢): على وجه السهو. وقد صرح الهادي # بمثل هذا؛ لأنه روي عنه في حواشي الفصول(٣) بعد ذكر الأنبياء ما لفظه: وربما أَذْنَبَتِ الأنبياء $ على الظن على طريق النسيان، وإن ذنوبهم صغائر.
  وقال المهدي # والبصرية: بل يُقْدِمُون عليها عمداً وسهواً، ولا يُقرَّون(٤) عليها.
  قلنا: إن أقدموا عليها بعد تعريفهم أنها صغائر فذلك إغراءٌ، وهو لا يجوز على الله تعالى، بل أنتم تقولون: إنهم لا يعلمون صغرها إلا بعد فعلها، وإن تعمَّدوها جُرأةً على الله من غير مُبالاة بصغرها و كبرها - وحاشاهم - ثم بُيّنت من بعد، فذلك مؤد إلى التنفير من قبول ما أتوا به، وذلك باطل.
  قال في التنقيح: ويجب عليهم بيانها؛ لئلا يُقتدى(٥) بهم فيها، رواه عنه في حواشي الفصول.
  وانعقد الإجماع على عصمتهم من تَعمَّد الكذب في الأحكام، وجوّزه الباقلاني غلطاً(٦).
(١) أبو عبدالله: هو الحسين بن علي بن إبراهيم الحنفي البصري، فقيه أصولي، وهو من مشاهير المعتزلة، (ت ٣٦٩ هـ). الاعلام ٢/ ٢٤٥.
(٢) هو جعفر بن مبشر بن أحمد الثقفي من كبار شيوخ المعتزلة (ت ٢٢٤ هـ). تاريخ بغداد.
(٣) في (أ): الإفادة.
(٤) بل يُنبَّهون.
(٥) في (ب): «لئلا يُقتدى بها».
(٦) أي: وجوزه إذا وقع منهم غلطاً؛ لأن الغلط خطأ، والمعصوم لا يعصم منه. شرح فصول.