الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

فرع: [طرق معرفة الصحابي]:

صفحة 195 - الجزء 1

  «إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»، وأين إجماع الأمة على التعديل مع استحلال أهل وقعة الجمل وصفين والنهروان دماء بعضهم بعضاً؟ اللهم إلا أن يُخرجَ أولئك عن الأمَّة، وكيف وهم كانوا هم الأمة؟ ثم مَن هؤلاء الذين يُعْتدُّ بإجماعهم دون من سواهم؟ إن كان بدليل خاص فليُبرزْه، فهو في محل الاحتجاج الذي لا يقتصر فيه على مجرد الدعوى، ثم إن لمخالفه أن يدعي خلاف ما ادعى⁣(⁣١)، ثم لا يكون أيهما أولى بصحة دعواه من الآخر.

  قلت: وهذا الكلام يشفي الفؤاد من الأوام⁣(⁣٢)، ويذهب عنه حرَّ⁣(⁣٣) الاضطرام. وقد روى هو⁣(⁣٤) # نحو حديث «فيحلؤون» في الجواب المختار أحاديثَ كثيرة، فطالعها ثمة.

فرع: [طرق معرفة الصحابي]:

  والطريق إلى كون الصحابي صحابيًّا: علمي⁣(⁣٥)، وهو التواتر، كما في كثير من أكابر⁣(⁣٦) الصحابة وأصاغرهم⁣(⁣٧)، وظني، وهو الآحاد، إما من غيره⁣(⁣٨) أو منه⁣(⁣٩). ومنع بعضهم⁣(⁣١٠) من قبول خبره أنه صحابي.

  قلنا: المُعتبر في قبول الرواية هو العدالة، وليس ذلك بشهادة⁣(⁣١١). ولا يَرِدُ لزوم


(١) في (ج) ادعاه.

(٢) الأوام: حرارة العطش.

(٣) في (أ): «وح».

(٤) أي: الإمام القاسم بن محمد #.

(٥) بمعنى: أنه يفيد العلم اليقيني. الدراري المضيئة.

(٦) مثل: العشرة وعمار وسلمان وأبي ذر وغيرهم. الدراري المضيئة.

(٧) مثل: الحسنين وابن عباس وابن الزبير. الدراري المضيئة.

(٨) أي: من غير المشهود له بالصحبة، كأن يقول الثقة: فلان له صحبة.

(٩) بأن يخبر عن نفسه بأنه صحابي، فإنه يقبل منه ذلك. الدراري المضيئة.

(١٠) وهو ابن الحاجب.

(١١) لأن الشاهد يثبت لنفسه حقاً يستحقه على غيره يأخذه منه، أو يسقط عن نفسه شيئاً يلزمه، وهذا غير ثابت في قوله: أنا صحابي، فإنه لم يتضمن إلا الإخبار بأن له وصفاً من أوصاف الفضيلة. قسطاس.