الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

[المراد بالعترة]

صفحة 236 - الجزء 1

  العذاب، ولا ينجو منه إلا من هو على الحق، وقد نظرنا فيهم فوجدنا بعضهم غير مستقيم على الحق، فعلمنا أنه لم يتناول الحديث آحادهم، فوجب تناوله لجماعتهم وإلا كان الخبر بذلك خُلفاً⁣(⁣١)، وكلامه ÷ لا خُلف فيه، فاقتضى أن جماعتهم معصومة، فيكون إجماعهم حجة. (و) قوله ÷: («إني تارك فيكم) ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»⁣(⁣٢)، وهذا الخبر مما ظهر بين الأمة وتلقته بالقبول، ورواه أصحاب الصحاح، فجرى مجرى الأخبار المُتعلقة بأمور الدين المُهمِّة، كالصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، وغير ذلك.

  ووجه الاستدلال به: أن النبي ÷ أمَّننا من الضلالة إذا تمسّكنا بعترته، فلو جاز أن يجمعوا على خطأ لما أمَّننا به ÷ من ذلك.

[المراد بالعترة]:

  وعترته من ذكرناه أولاً. ومنهم من ذهب إلى أن المراد بالعترة: الأقارب على العموم؛ لقول أبي بكر يوم السقيفة في مراجعة الأنصار في أمر الإمامة: نحن عترة رسول الله ÷، وبيضته التي تفقّأَتْ عنه، فلولا أن العترة الأقارب كافةً لما قال ذلك، وهو عربي اللسان؛ فلو لم يكن إلا للإولاد⁣(⁣٣) لكذّبه الحاضرون.

  قلنا: قد نصَّ أئمة اللغة على أن العترة هم الأقارب الأدنون، فقولهم: «الأقارب» يدخل فيه الأخوة وبنو العم. وقولهم: «الأدنون» يخرج منه⁣(⁣٤) ما ...


(١) أي: باطلاً.

(٢) انظر تخريجه في لوامع الأنوار للإمام الحجة مجد الدين المؤيدي # ١/ ١٠٠ ط/الثالثة.

(٣) في (ب): «إلا الأولاد».

(٤) في (ب): «عنه».