الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

[المراد بالعترة]

صفحة 237 - الجزء 1

  عدا الذُّريّة⁣(⁣١)، وإجماع أهل كل فنٍ حجة فيما أجمعوا عليه، ولا شك في أن أبا بكر لم يكن من أقارب رسول الله ÷ الأدنين، وإنما هو من أولاد «تيم بن مُرّة»، و «مرة» هو السابع من آباء رسول الله ÷، وإذا كان كذلك كان قول أبي بكر: «نحن عترة رسول الله ÷» تجوّزاً لا حقيقة؛ لأنه لَمَّا كان من قبيلته المختصة به أشبهت القبيلة الذرية بوجه الاختصاص، فحسن تسميتهم عترة مجازاً لا حقيقة.

  وأما كونهم المرادين بأهل بيته فقد تقدم في شرح خُطبة الكتاب.

  وقوله: (الخبرين) يعني: بتمامهما، وقد ذكرنا ذلك⁣(⁣٢) (ونحوهما) أي: نحو الخبرين خبر السفينة وخبر التمسك، وهو كثير، كقوله ÷: «النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت النجوم من السماء أتى أهل السماء ما يوعدون، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي من الأرض أتى أهل الأرض ما يوعدون»⁣(⁣٣)، حتى لا يَبْعُد بلوغها التواتر المعنوي.

  روى أمام زماننا - أيده الله تعالى - عن الديلمي ¦ أنه قال: الأحاديث التي من روايات الفقهاء، المُتّفق عليها - يعني: في أهل البيت $ - ألف وستمائة وخمسة أحاديث، غير ما ذكره أهل البيت $ وشيعتهم ¤، منها ستمائة وخمسة وثمانون حديثاً تختص بعلي #، وتسعمائة وعشرون تختص بالعترة $، كل واحد منها يدل على إمامتهم وفضلهم على سائر الناس.

  وروى - أيده الله تعالى - عن المنصور بالله # أنه قال⁣(⁣٤): الأحاديث


(١) فإن قيل: يلزمكم خروج علي #؛ لأنه ليس من الذرية - قلنا: أدخله خبر الكساء؛ لأنه ÷ جلّل الأربعة الكساء وقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي ...» إلخ.

(٢) أي: تتمة الخبرين.

(٣) انظر تخريجه في لوامع الأنوار للإمام الحجة مجد الدين المؤيدي # ١/ ١٣١ وما بعدها ط/٣.

(٤) في (ب): «قال ما معناه».