[المجاز]
  قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ..} الآية [الحج ١٨]، والسجود من الناس مخالف للسجود من غيرهم(١)، وبها احتج الشافعي على كونها حقيقة ظاهرة في الجميع؛ لأن المجاز خلاف الأصل.
  نعم، وأما المتنافية فيحمل عليها على البدل، حتى يظهر(٢) دليل الرجحان(٣).
  نعم، وعلى هذا القياس إطلاق اللفظ على معنييه الحقيقي والمجازي، مثاله: أن تطلق الأسد وتريد به السبع والشجاع؛ فلذلك استغنى عنه بذكر المشترك، إلا أنه يكون حينئذٍ مجازاً لا حقيقة.
  هذا، ولا يخفى أن ذكر المعاني(٤) لمجرد التمثيل، وإلا فالمعنيان كذلك، فلا تفاوت.
[المجاز]
  (فصل) ولما فرغ من بيان الحقيقة أَخَذَ في بيان(٥) المجاز فقال: (والمجاز) في أصل اللغة: مفعَل(٦)، من جاز المكان يجوزه، إذا تعداه، فنقل إلى الكلمة الجائزة، أي: المتعدية مكانها الأصلي. و (هو) في الاصطلاح: (الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له في اصطلاح التخاطب، لعلاقة مع قرينة) فـ «الكلمة المستعملة» كالجنس. وقوله: «في غير ما وضعت له» لتخرج الحقيقة. وقوله:
(١) قال في مرقاة الوصول للسيد داود: والسجود من المكلفين على حقيقته، ومن غير المكلفين بمعنى الانقياد.
(٢) في (ج): «يعلم».
(٣) مثل قولك: ليكن الثوب جوْناً، أي: أسود أو أبيض، فإذا ظهر دليل الرجحان في أحدهما دون الآخر عُمل به. مرقاة السيد داود ص ٦٣ ط/١.
(٤) أي: في قوله: «قال أئمتنا والجمهور: ويصح إطلاقه حقيقة على معانيه غير المتنافية».
(٥) سقط من (أ) و (ج): «بيان».
(٦) أصله: مجْوز تحرك حرف العلة وانفتح ما قبله تقديراً، فقلبت الفاء، والانفتاح اللفظي هو في جاز، فلوحظ هنا، إجراء له مجرى الفعل في الإعلال. مرقاة السيد داود.