[العلاقة وأنواعها]
  «في اصطلاح التخاطب» احتراز من الحقيقة التي لها معنى آخر بحسب اصطلاح آخر، وذلك كالصلاة - مثلاً - إذا استعملها الشارع في ذات الأذكار والأركان، فقد استعملها في غير ما وضعت له، لكن بحسب اصطلاح آخر غير اصطلاح التخاطب، وهو الشرع. وقد دخل في هذا القيد المجاز المستعمل فيما وضع له في اصطلاح آخر، كلفظ الصلاة إذا استعمله المُخاطِب بعرف الشرع في الدعاء مجازاً، فإنه وإن كان مستعملاً فيما وضع له في الجملة فليس مستعملاً فيما وضع له في اصطلاح المُخاطبة. وقوله: «لعلاقة» ليخرج مثل استعمال لفظ الأرض في السماء(١).
[العلاقة وأنواعها]:
  والعلاقة: تعلق مَّا للمعنى المجازي بالمعنى الحقيقي، فلا بد في المجاز منها، وإلا(٢) فهو وضع جديد أو غير مفيد.
  وهي قد تكون بالاشتراك في شكلٍ، كالإنسان للصورة المنقوشة على الجدار، أو في صفة، ويجب أن تكون ظاهرة في المعنى الموضوع له؛ لينتقل الذهن منه إليها فيفهم المعنى الآخر - وهو غير الموضوع له - باعتبار ثبوت تلك الصفة له، وليس مجرد ثبوتها له يوجب الفهم؛ لأنها مشتركة، بل لا بد مع ذلك من قرينة، فإنه لا يُفهم من اطلاق الأسد - مثلاً - على الرجل الشجاع إرادته له إلا بقرينة، مثل كونه يرمي مثلاً، وهذا بخلاف إطلاقه على الأبخر(٣)؛ لخفاء هذه الصفة(٤).
(١) يقال: العلاقة بينهما المضادة، فلو مثل بنحو: خذ هذا الكتاب مشيراً إلى فرس لكان أولى. هامش (أ).
(٢) أي: وألا توجد في المجاز.
(٣) البَخَر: هي رائحة الفم النتنه، وقيل: هي رائحة الأنف.
(٤) وهي البخر في الأسد، فإنه لا يعلمها إلا الخواص.