[القرينة وأقسامها]
  قالوا اقترح شيئاً نُجد لك طبخه ... قلت: اطبخوا لي جبة وقميصاً
  أو تقديراً، نحو قوله تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ}[البقرة ١٣٨]، أي: تطهير الله بالإيمان، عبَّر عنه تعالى بكلمة «صبغة» لتشاكل صبغة المقدرة المدلول عليها بأول الكلام لما كان في النصارى، وهم يزعمون أن من انغمس في ماء أصفر وصبغ نفسه فيه فقد تطهر.
  أو الزيادة في القول، نحو قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى ١١] على أحد وجهي معناه(١).
  قال إمام زماننا - أيده الله تعالى -: وقد زيد غير ذلك وهي داخلة فيما ذكرت، إلا إطلاق المُعرَّف على المُنكّر، نحو: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}[البقرة ٥٨] أي: باباً من أبوابها. والصحيح أنه من أقسام(٢) المعرف باللام حقيقة، ويسميه نجم الدين(٣): بالتعريف اللفظي.
[القرينة وأقسامها]:
  وقوله: «مع قرينة» وهي التي تصرف اللفظ عن معناه الحقيقي إلى معناه المجازي، كـ «يرمي» في قولنا: رأيت أسداً يرمي، كما مر.
  قلت: وعلى القول بأنه لا يصح أن يراد بالكلمة معناها الحقيقي ومعناها المجازي - كما هو رأي أبي حنيفة - يحتاج إلى قرينة عدم إرادة المعنى الحقيقي.
(١) وهو إذا كان «الكاف» حرف جر زائد. والوجه الثاني: أن يكون واردًا على طريق الكناية، فإن انتفاء مثل المثل مستلزم لانتفاء المثل عرفاً، لأن الشيء إذا لم يكن له لجلالته ما يماثل مثله فبالطريق الأولى ألا يكون له ما يماثله، فأطلق الملزوم وأريد به اللازم مبالغة في نفي الشبيه. شفاء غليل السائل ٢/ ٥٤ وما بعدها ط/١ مكتبة أهل البيت (ع).
(٢) في (ج): «من باب».
(٣) هو رضي الدين بن محمد بن الحسن الاستراباذي النحوي المشهور، ومن مؤلفاته شرح الكافية والشافية، (ت ٦٨٦ هـ).