مسألة: [هل يدخل المتكلم في عموم خطابه:]
  وأيضاً لنا: الاتفاق على أنه إذا قال: «مَن دخل داري فهو حرٌّ» أو «فهي طالق» أنه يعم العبيد والنساء.
  وأيضاً لنا: صحة إجابة «مَن عندك» بكل عاقل، دون غيره من الحيوانات، وصحة استثناء كل عاقل على جهة البدلية، نحو: «مَن أكرمته أكرمته إلا الجهال»، وهو إخراج بعض من كل، فلولا أن «مَنْ» تعم جميع العقلاء لما كان كذلك.
مسألة: [هل يدخل المتكلم في عموم خطابه:]
  (والمختار أن المتكلم) نفسه إذا خاطب المكلفين بخطاب (يدخل في عموم) متعلق (خطابه) ونعني بالمتعلق: الحكم الذي ورد فيه الكلام، وإنما قلنا ذلك لتناول الخطاب له بحسب اللغة، كلفظة «كل شيء» ولفظ «من»، وهذا مذهب أبي طالب # والجمهور، وأحد قولي المؤيد بالله #.
  وسواء كان الخطاب أمراً مثل: من أحسن إليك فأكرمه(١)، أو نهياً مثل: «من أحسن إليك فلا تهنه»، أو خبراً مثل: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٢٨٢}(٢) [البقرة]، قالوا: إلا لقرينة تدل على خروج المتكلم.
  وقال القاسم # والأقلون، وهو أحد قولي المؤيد بالله #: لا يدخل.
  لنا: أنه يتناوله لغة، فوجب أن يتناوله في التركيب.
مسألة: [مجيء العام للمدح أو الذم لا يبطل عمومه]:
  (و) المختار (أن مجيء العام للمدح والذم) مثل قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ١٣ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ١}[الانفطار] (لا يبطل عمومه) فيثبت به الحكم
(١) فإنه عام لكل من أحسن إليك فيدخل الآمر في العموم.
(٢) فيدخل الخالق سبحانه في العموم فيكون عالماً بذاته كعلمه بسائر مخلوقاته. مرقاة الوصول للسيد داود.