الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

فصل في الظاهر والمؤول

صفحة 561 - الجزء 1

فصل في الظاهر والمؤول

  (فصل: والظاهر قد يطلق على ما يقابل النص) فيقال: هذا اللفظ نص في كذا أو ظاهر فيه (وعلى ما يقابل المجمل) فيقال: هذا اللفظ مجمل أو ظاهر، (و) النص والمجمل (قد تقدما) في باب المفهوم وباب المجمل.

  قال في الفصول: الظاهر لغةً: الواضح⁣(⁣١). واصطلاحاً: اللفظ السابق إلى الفهم منه معنى راجح مع احتماله لمعنى مرجوح.

  ودلالته⁣(⁣٢) ظنية في العمليات، بخلاف النص⁣(⁣٣). وهو⁣(⁣٤) إما بالوضع [لغةً] كأسد⁣(⁣٥)، أو شرعاً، كالصلاة، أو بالعرف، كالدابة. وقد يصير نصًّا⁣(⁣٦) لعارض.

  ويسمى: النص والظاهر: محكماً ومبيناً⁣(⁣٧).

  (والمؤول: ما يراد به خلاف ظاهره). وقال في الفصول: المؤول: الظاهر المحمول على المعنى المرجوح لدليل قطعي⁣(⁣٨) أو ظني⁣(⁣٩) يصيره راجحاً؛ ولذلك⁣(⁣١٠) وجب ردُّ كثير من التأويلات؛ لعدم الدليل.

  ويسمى المؤول والمجمل: متشابهاً.


(١) يقال: ظهر الأمر الفلاني، إذا اتضح وانكشف.

(٢) أي: دلالة الظاهر على معناه الراجح.

(٣) فدلالته في العمليات قطعية.

(٤) أي: اللفظ السابق إلى الفهم منه معنى ... إلخ. دراري مضيئة.

(٥) فإنه باعتبار وضع اللغة لفظ يسبق عند اطلاقه معنى راجح، هو الحيوان المفترس، مع احتماله للرجل الشجاع وهو مرجوح. دراري.

(٦) كما إذا اقترن بالحقيقة قرينة قطعية ناصَّة على إرادة المعنى الأصلي فإنه يكون نصًّا في ذلك الشيء بسبب القرينة، نحو قولنا: رأيت أسدا يفترس بقرة بمخلبه. دراري.

(٧) لوضوح المعنى المراد بهما.

(٨) كالقرينة العقلية الصارفة لقوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}⁣[المائدة ٦٤] عن المعنى الحقيقي.

(٩) كأخبار الآحاد المخصصة للعمومات.

(١٠) أي: ولأجل أنه لا يحمل الظاهر على المعنى المرجوح إلا لدليل قطعي أو ظني.