الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

مسألة: [التعبد بالاجتهاد في حياة النبي ÷]:

صفحة 599 - الجزء 1

  إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ٢٩}⁣[النساء]، فضحك رسول الله ÷ ولم يقل شيئاً.

  وأما في حضرته فلقول أبي بكر: «لاها⁣(⁣١) الله، إذاً لا يعمد إلى أَسَدٍ⁣(⁣٢) من أُسْدِ الله يقاتل عن الله ورسوله فيعطيك سَلَبَه» - قاله في أبي قتادة، وقد قتل رجلاً، لرجلٍ من المسلمين وهو يطلب سَلَبَه⁣(⁣٣)، والظاهر أنه عن الرأي دون الوحي - فقال ÷: «صدق، فأعطه إياه»، فصوّبه⁣(⁣٤).

  وأيضاً فلما صح في الخبر من أنه ÷ حكّم سعد بن معاذ⁣(⁣٥) في بني قريظة، فحكم بقتلهم وسبي ذراريهم، فقال ÷: «لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرْقِعة»، والرقيع: السماء.

  وقيل: لم يقع أصلاً⁣(⁣٦).

  وتوقف قوم مطلقاً⁣(⁣٧)، وقوم⁣(⁣٨) فيمن حضر دون من غاب.

  لنا: ما مرّ.


(١) معنى لاها الله: لا والله، جعل الهاء مكان الواو. سيلان، شرح الغاية ٢/ ٦٤٨.

(*) وقال الخطابي: الصواب: لاها الله ذا.

(٢) في (ج): «لا يعمد إلى الأسد من أسد الله».

(*) والمراد بأسد من أسد الله أبو قتادة.

(٣) أي: قال هذا القول لرجل من المسلمين يطالب سلب القتيل من أبي قتادة.

(٤) أي: صوب الرسول ÷ أبا بكر.

(٥) هو سعد بن معاذ بن النعمان الأوسي، سيد قومه، شهد بدراً وأحداً، واستشهد يوم الخندق، قلت: وهو الحاكم بحكم الله في بني قريظة رضوان الله عليه. لوامع الأنوار للإمام الحجة مجد الدين المؤيدي (ع).

(٦) هذا هو المذهب الثاني. قال سعد الدين: والمشهور أنه مذهب أبي علي وأبي هاشم.

(٧) هذا هو المذهب الثالث. قال سعد الدين: ونسبه الآمدي إلى أبي علي. وقوله: «مطلقاً» أي: في الحاضر والغائب.

(٨) أي: وتوقف قوم. وهذا هو المذهب الرابع. قال سعد الدين: وهو مذهب القاضي عبدالجبار.