مسألة: [التعبد بالاجتهاد في حياة النبي ÷]:
  إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ٢٩}[النساء]، فضحك رسول الله ÷ ولم يقل شيئاً.
  وأما في حضرته فلقول أبي بكر: «لاها(١) الله، إذاً لا يعمد إلى أَسَدٍ(٢) من أُسْدِ الله يقاتل عن الله ورسوله فيعطيك سَلَبَه» - قاله في أبي قتادة، وقد قتل رجلاً، لرجلٍ من المسلمين وهو يطلب سَلَبَه(٣)، والظاهر أنه عن الرأي دون الوحي - فقال ÷: «صدق، فأعطه إياه»، فصوّبه(٤).
  وأيضاً فلما صح في الخبر من أنه ÷ حكّم سعد بن معاذ(٥) في بني قريظة، فحكم بقتلهم وسبي ذراريهم، فقال ÷: «لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرْقِعة»، والرقيع: السماء.
  وقيل: لم يقع أصلاً(٦).
  وتوقف قوم مطلقاً(٧)، وقوم(٨) فيمن حضر دون من غاب.
  لنا: ما مرّ.
(١) معنى لاها الله: لا والله، جعل الهاء مكان الواو. سيلان، شرح الغاية ٢/ ٦٤٨.
(*) وقال الخطابي: الصواب: لاها الله ذا.
(٢) في (ج): «لا يعمد إلى الأسد من أسد الله».
(*) والمراد بأسد من أسد الله أبو قتادة.
(٣) أي: قال هذا القول لرجل من المسلمين يطالب سلب القتيل من أبي قتادة.
(٤) أي: صوب الرسول ÷ أبا بكر.
(٥) هو سعد بن معاذ بن النعمان الأوسي، سيد قومه، شهد بدراً وأحداً، واستشهد يوم الخندق، قلت: وهو الحاكم بحكم الله في بني قريظة رضوان الله عليه. لوامع الأنوار للإمام الحجة مجد الدين المؤيدي (ع).
(٦) هذا هو المذهب الثاني. قال سعد الدين: والمشهور أنه مذهب أبي علي وأبي هاشم.
(٧) هذا هو المذهب الثالث. قال سعد الدين: ونسبه الآمدي إلى أبي علي. وقوله: «مطلقاً» أي: في الحاضر والغائب.
(٨) أي: وتوقف قوم. وهذا هو المذهب الرابع. قال سعد الدين: وهو مذهب القاضي عبدالجبار.