الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

[الحدود وأقسامها]

صفحة 669 - الجزء 1

  مختص بحقيقة واحدة، وهي ماهية الإنسان، أو مفارقٌ⁣(⁣١) كالضاحك بالفعل، فإنه غير لازم، أي: مفارق، وينفك عن ماهية الإنسان، مختص بها.

  أما كونه رسمياً فلأن رسم الدار أثرها، ولما كان التعريف بالخاصة اللازمة التي هي أثر من آثار الشيء كان تعريفاً بالأثر. وأما كونه تامًّا فلتحقق المشابهة بينه وبين الحقيقي التام؛ من⁣(⁣٢) جهة أنه وضع فيه الجنس القريب، وقُيّد بأمر مختص⁣(⁣٣) بالشيء⁣(⁣٤)، وهو⁣(⁣٥) ضاحك⁣(⁣٦).

  (و) الرابع: الرسمي (الناقص) وهو (ما كان بالخاصة وحدها) نحو: الإنسان ضاحك (أو) بالخاصة (مع الجنس البعيد) نحو: الإنسان جسم ضاحك، (أو بالعرضيات التي تختص جملتها بحقيقة واحدة) لا كل واحدة منها (كقولنا في تعريف الإنسان: ماشٍ على قدميه، عريض الأظفار، بادي البشرة، مستوي القامة، ضاحك بالطبع) فإن جملة هذه الأمور العرضية مختصة بالإنسان لا غير، بخلاف كل واحد منها؛ لوجود البعض منها في غيره أيضاً. وإنما كان ناقصاً لعدم ذكر بعض أجزاء الرسم فيه حيث⁣(⁣٧) تتحقق المشابهة بالحقيقي التام، كتحققها بين الرسم التام والحقيقي التام.


= وهو الذي يمتنع انفكاكه عن الماهية كالحرارة للنار والفردية للثلاثة والزوجية للأربعة

٢ - العرض اللازم للوجود، كالسواد للغراب.

والفرق بين اللازم للماهية والعرض اللازم للوجود هو أننا يمكن أن نتعقل ماهية الشيء دون أن نتعرف على العرض اللازم لوجوده، ولكنه لا يمكن أن نتعقل موجوداً دون معرفة العرض اللازم لماهيته. مدخل إلى علم المنطق للدكتور: مهدي فضل الله.

(١) معطوف على لازم.

(٢) في (ب) و (د): «ومن».

(٣) في (ب): «يختص».

(٤) المحدود.

(٥) أي: الأمر المختص.

(٦) في (أ): «الضاحك».

(٧) هكذا في المخطوطات الثلاث، ولعلها «حتى».