[أنواع العلم]
  ومنه التجربي: وهو ما يحصل في العادة بتكرر الترتيب من دون علاقة عقلية، كالعلم بإسكار المسكر.
  (والاستدلالي) ويسمى المكتسب أيضاً (مقابله) أي: هو الذي ينتفي بالشك والشبهة، وهو الواقع عن النظر والاستدلال(١)، بحيث إذا اعتري الناظر بعد ذلك شك أو شبهة انتفى ذلك العلم.
  واعلم أن كُلاً من الضروري والاستدلالي يقع إما تصوُّريًّا أو تصديقيًّا؛ لأن العلم إن كان بمُفردٍ من دون نسبةِ حكمٍ - كالعلم بالذات الحاصل بالمشاهدة، أو نحو ذلك - فهو التصوري(٢).
  والضروري منه(٣): ما لا يتقدمه تصور يتوقف عليه، كالعلم بالمشاهدات، فإنك إذا شاهدت ذاتاً عرفتها وإن لم تكن قد عرفت مما هي ولا عرفت أمراً غير ما شاهدت، فالعلم بها ضروري وتصوري لانتفاء التركيب في متعلقه(٤)، فإن معرفة الذات من حيث هي ليست بمركبة.
  والاستدلالي منه(٥): ما يقف تصوره على تصورٍ يتقدم عليه، فيكتسب بالحد، وذلك نحو أن يعرف الجسم جملةً؛ فيريد أن يَعرفَ ماهيتَه تفصيلاً، فيقال في تعريفه إياها(٦): هو الطويل العريض العميق. فيكتسب بالحد العلم بماهيته تفصيلاً، هكذا ذكر المنطقيون.
  وإن كان يتعلق بنسبة أمرٍ إلى أمرٍ، كالعلم بأنَّ العالمَ محدثٌ، وأنَّ الله تعالى قادر،
(١) كالعلم بأن العالم حادث. كاشف.
(٢) قال في منهاج القرشي: فالتصور هو العلم بصور الأشياء ومفرداتها، ومعنى ذلك أن يحصل في ذهن الإنسان صورة مطابقة لما في الخارج، ومنه قولهم: تصورت هذا الشيء، أي: علمت صورته.
(٣) أي: من التصوري.
(٤) إذ متعلقه مفرد، وهو الوجود. مرقاة السيد داود.
(٥) أي: من التصوري.
(٦) أي: ماهية الجسم.