الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

[تعريف التجويز، والفرق بينه وبين الشك]

صفحة 89 - الجزء 1

  وقيل: إنه تغليب بالقَلْبِ⁣(⁣١) لأحد المُجَوَّزَيْن ظاهري التجويز⁣(⁣٢).

  (والوهم(⁣٣) : تجويز مرجوح). وقيل: ما احتمل النقيض مرجوحاً. وعلى هذا يكون حَدُّ الظن: ما احتمل النقيض راجحاً.

  (والشك: تعادل التجويزين). وفي بعض النسخ: (واستواء التجويزين شك). وقيل: ما استوى أمارتا ظنِّ ثُبُوتِه وانتفائِه.

  وقد يقال: هو ما احتمل النقيض مساوياً.

[تعريف التجويز، والفرق بينه وبين الشك]:

  والتجويز في لسان المتكلمين: عبارة عن مجموع اعتقادينِ علميينِ بأنه ليس في بديهة العقل ما يحيل ثبُوتَ الشيء ولا نفيه. كما قلنا في تجويز كون جبريل في الأرض أو في السماء، أو نحو ذلك⁣(⁣٤).

  قال الإمام المهدي #: والفرق بين الشك والتجويز: أن الشك ما تعارض أمارتان فيه. والتجويز ليس لأجل تعارض أمارة، بل لأجل تيقُّن أنَّ بديهة العقل لا تُحيل ثبوت المُجوَّز ولا نفيه، ولا أمارة ترجِّح أحد الجانبين، ولا أمارتين متعارضتين.

[تعريف الاعتقاد وأقسامه]:

  (والاعتقاد: هو الجزم بالشيء من دون سكون النفس).

  فقوله: «الجزم بالشيء» يدخل في ذلك العلم. ويخرج الظن والوهم والشك؛


(١) لا باللسان. مرقاة الوصول للسيد داود.

(٢) قال: «ظاهري التجويز» ليخرج مثل تجويز كون جبريل في السماء أو في الأرض؛ إذ ليسا بظاهرين، وتجويز المقلد لما لا يعتقده؛ إذ ليس عنده بظاهر. قسطاس.

(٣) الوَهْم - بفتح الواو وسكون الهاء -: مطلق الظن سواء كان راجحاً أو مرجوحاً أو متردداً، وبفتحها معناه: الغلط. هامش الكاشف.

(٤) مما لا يستحيل ثبوته ولا نفيه. منهاج.