شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[الدليل الثاني: السنة]

صفحة 120 - الجزء 1

  آخر الصحابة من غير ظهور مخالف لهم فيما اتفقوا عليه انعقد إجماعهم، وحرمت مخالفتهم.

  ومنها: معرفة التأريخ⁣(⁣١)، ولمعرفته فوائد تعرف في النسخ والترجيح الآتيين إن شاء الله تعالى.

  ومنها: الخلاف فيما يرد من أقواله وأفعاله؛ لأن من الناس من يرى أنها حجة، ومنهم من يرى أنه إذا عمل الصحابي بخلاف ما روى كان الاعتماد على عمله دون روايته⁣(⁣٢).

  (و) منها: الخلاف في عدالته، بمعنى هل كونه صحابياً يغني عن تعديله أو لا؟

  فقال الأكثر: (كل الصحابة عدول)؛ لقوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ...} الآية [الفتح ٢٩]، فوصفهم تعالى بأوصاف من لازمها العدالة، وقوله ÷: «طوبى لمن رآني»، ونحو ذلك؛ فاقتضى ذلك أنهم عدول كلهم. (إلا من أبى) أي: عصى، اقتباس⁣(⁣٣) من الحديث الذي أخرجه البخاري من رواية أبي هريرة من قوله ÷: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى» فقالوا: ومن يأبى؟ فقال: «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى»، انتهى. وذلك كمَن منع الوصي # حقه، أو قاتله، أو ثبط عنه.

  وقال جمهور الفقهاء والمحدثين: بل عدول مطلقاً⁣(⁣٤) إلى وقت الفتنة، وهو آخر أيام عثمان. وقال أبو بكر الباقلاني⁣(⁣٥): بل هم كغيرهم فيهم العدول


(١) والتمييز بين الصحابي والتابعي مما يصححها. نخ.

(٢) قالوا: لأنه لو لم يفهم ذلك من قصد الرسول ÷ لما عمل بخلاف ما رواه. شرح غاية.

(٣) هو أن يضمن الكلام نظماً كان أو نثراً شيئا من القرآن أو الحديث لا على طريقة أن ذلك الشيء من القرآن أو الحديث، بل على وجه لا يكون فيه إشعار بأنه منه، كما يقال في أثناء الكلام قال الله تعالى: كذا، أو قال النبيء ÷: كذا، فإنه لا يكون اقتباساً ذكره في التلخيص وشرحه.

(٤) أي: من غير استثناء، سواء أبى أم لا.

(٥) في لسان الميزان: أبو بكر الباقلاني المقري هو عبد الله بن منصور، وهو ممن روى تهنئة عمر لأمير المؤمنين علي # بالولاية.