[الدليل الثالث الإجماع]
  ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى». وفيه أيضاً عنه ÷: «أهل بيتي أمان لأهل الأرض، والنجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهب أهل بيتي من الأرض أتى أهلَ الأرض ما يوعدون، وإذا ذهب النجوم من السماء أتى أهل السماء ما يوعدون». وفي صحيفة علي بن موسى الرضا @ عن آبائه إسناداً متصلاً إلى علي # قال: قال رسول الله ÷: «مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح: من ركبها نجا، ومن تخلف عنها زج في النار». قال: أخرجه ابن السِّرِّي.
  ونحوُ الخبر الثاني: قولُه ÷: «إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، وهما: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وقد أخبرني الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض». رواه الإمام أبو عبد الله الجرجاني.
  وقوله ÷: «إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين(١): كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض». رواه أيضاً الإمام أبو عبد الله الجرجاني عن أبي سعيد الخدري.
  قال في جامع الأصول: سماهما النبيء ÷ ثقلين لأن الأخذ بهما والعمل بما يجب لهما ثقيل، وقيل: العرب تقول لكل خطير نفيس ثقيلاً(٢)، فجعلهما ثقلين إعظاماً لقدرهما، وتفخيماً لشأنهما. انتهى.
  وقوله ÷: «إني تارك فيكم كتاب الله وعترتي، وهما لا يختلفان بعدي». رواه الإمام أبو عبدالله.
  ووجه الدلالة في هذه الأحاديث وما في معناها: أنها أفادت أن حكم التمسك بالعترة كالتمسك بالكتاب، فإذا كان التمسك به واجباً - لكونه حجة لا يجوز مخالفتها - فكذلك التمسك بجماعتهم.
(١) الثَّقَل محركة: كل شيء نفيس ومصون، ومنه الحديث: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي. قاموس.
(٢) ثقيل في نسخة المؤلف.