[مقدمة المؤلف]
  قيل. والفروع لا تحصى، قال الله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}[النحل ١٨].
  وأصله: نعماؤه السوابغ، كـ «قطيفة جرد(١)»، فحذف الموصوف - وهو نعماؤه - وأقيمت الصفة مقامه، فقيل: على السوابغ، فالتبس بكل سابغ، فَرُدَّ الموصوف، وأضيفت الصفة إليه. وفيه استعارة بالكناية؛ لأنه شبه النعمة بالثوب فأثبت لها ما هو من لوازمه - وهو السبوغ - تخييلا، وإضافته إليها قرينة ذلك.
  (وبوالغ آلائه): جمع ألى - بالفتح والقصر، وقد تكسر الهمزة - بمعنى النعمة، قال تعالى: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ١٣}[الرحمن]، والكلام فيه كما في سوابغ نعمائه.
  (وصلواته): جمع صلاة، والمراد منها هنا: المعنى المجازي، وهو الاعتناء بشأن المصلى عليه، وإرادة الخير له(٢)، أو المراد بها الرأفة، وهي أشد الرحمة. واجتماع الرحمة معها في قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}[البقرة ١٥٧] على حد اجتماع الرحمة والرأفة في قوله تعالى: {إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ١١٧}[التوبة](٣). والضمير(٤) لله تعالى.
  (على سيدنا)(٥) لَمَّا كان أجل النعم الواصلة إلينا هو دين الإسلام، وبه توسلنا إلى النعيم الدائم في دار السلام، وذلك بواسطة الرسول ÷ - أردف
(١) أي: من إضافة الصفة إلى الموصوف.
(٢) من باب إطلاق الملزوم وإرادة اللازم. منه.
(٣) وآيات كثيرة غيرها، قال الشلبي: الأنسب بنظم القرآن ما ذكره الإمام الرازي عن القفال من أن الرأفة مبالغة في الرحمة المخصوصة، وفي دفع المكروه وإزالة الضر، فذكر الرحمة بعدها لتكون أعم وأشمل.
(٤) في (وصلواته).
(٥) أطلق المصنف لفظ سيد عليه ÷، وفي جواز إطلاقه على غير الباري أقوال، أصحها الجواز؛ لقوله تعالى: {وَسَيِّدًا}، وقوله تعالى: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا}، وقوله ÷: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر»، وقوله: «قوموا إلى سيدكم». والله أعلم. منه.