شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 21 - الجزء 1

  فإن قلت: قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ}⁣[غافر ٧٨] يقضي بعدم الحصر فيما ذكر⁣(⁣١).

  قلت: يحتمل أن الخبر بيان للمقصوص عليه ÷ في الآية فقط، وأن يكون تعالى قد أخبره بالرسل كافة بعد هذه الآية الكريمة، والله أعلم.

  والإضافة لتعظيم المضاف؛ إذ ضمير الغائب لله تعالى فيها أجمع. ويجوز إعادته إلى الحمد بمعنى المحمود على طريق الاستخدام، كقول البحتري:

  فسقى الغضا والساكنيه وإن هم ... شبوه بين جوانحٍ وقلوب⁣(⁣٢)

  (وعلى آل سيدنا محمد) أكثرُ العلماء على إِدخالِ «على» على الآل؛ ردًّا على الإمامية، فإنهم منعوا ذكر «على» بين النبيء وآله ÷، وينقلون في ذلك حديثا: «من فصل بيني وبين آلي بعلى لم تنله شفاعتي».

  وأصل آل: «أهل»؛ لمجيء تصغيره «أهيلا». وقيل: أَوَلَ، من آل إليه الأمر. وأهل الرجل: آله؛ لأنه يؤول إليه أمرهم. خص استعماله بأولي الشرف والخطر. وإضافته إلى المظهر - كما فَعَل المصنف - أكثر⁣(⁣٣). والمذهب الصحيح في الآل ما ذهب إليه أهل سفينة النجاة وأتباعهم أنهم علي وفاطمة والحسنان ومن انتسب إلى الحسنين في كل عصر من مؤمنيهم $؛ لقيام الأدلة التي صارت لاشتهارها


(١) من العدد. منه

(٢) إذ قد أطلق الحمد أولاً مراداً به المعنى المصدري، وبضميره الحمد بمعنى المحمود، وفي البيت أريد بالضمير المجرور في «الساكنيه» المكان، وبالمنصوب في «شبوه» النار، أي: أوقدوا نار الغضا، أي: نار الهوى المشبهة نار الغضا، وهو من قصيدة طويلة في ديوانه، وقبله:

كم بالكثيب من اعتراض كثيب ... وقوام غصن في الثياب رطيب

فسقى ..) البيت؛ فما في نسخ التلخيص وغيره: (بين جوانحي وضلوعي) غلط، ذكر معناه في معاهد التنصيص. منه.

(٣) قال عبد المطلب شعرا:

وانصر على آل الصليـ ... ـب وعابديه اليوم آلك