شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 22 - الجزء 1

  كالأهلة مما لا يسعه هذا المقام⁣(⁣١)، وسيأتي شطر صالح - إن شاء الله تعالى - في حجية إجماعهم؛ من ذلك ما رواه الحاكم النيسابوري بإسناده إلى عبد الله بن جعفر قال: لما نظر رسول الله ÷ إلى الرحمة هابطة قال: «ادعوا آلي، ادعوا آلي، ادعوا آلي» فقالت صفية: من يا رسول الله؟ فقال: «أهل بيتي، علي وفاطمة والحسن والحسين»، فلما جاءوا إليه ÷ ألقى عليهم كساءه، ثم رفع يديه، ثم قال: «اللهم هؤلاء آلي، فصل على محمد وعلى آل محمد»، وأنزل الله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} الآية [الأحزاب ٣٣].

  وفي هذا الخبر رَدٌّ على الكسائي وغيره في المنع من إضافة الآل إلى الضمير، وعلى الإمامية في المنع من الفصل بين النبيء والآل بـ «على⁣(⁣٢)» كما سبق.

  (وأوليائه) جمع ولي خلاف العدو. والمراد من والاه وناصره في الدين من الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى يوم الدين. والضمير للنبيء ÷.

  أردف الصلاة على النبيء بالصلاة على الآل؛ لأن حكم الصلاة عليهم حكم الصلاة عليه؛ لقوله ÷: «لا تصلوا علي الصلاة البتراء ..» الخبر، وفي حديث آخر: «من صلى صلاة لم يصل علي وعلى أهل بيتي لم تقبل منه».

  وعن أبي جعفر الباقر⁣(⁣٣) #: لو صليت صلاة لم أصلِّ فيها على النبيء ÷ وعلى أهل بيته لعلمت أنها لا تتم.

  (وبعد): أي: بعد زمن الفراغ من الحمد والصلاة، حذف المضاف إليه لكونه معلوماً، وبني على الضم، ومحله النصب بأمَّا المقدرة في نظم الكلام المحذوفة


(١) فما سيأتي من الأدلة في الاستدلال على حجية إجماعهم يدل على أن المراد بعترته ÷ أهل بيته، وأن عليا # منهم، ويدفع ما يقال: إن أهل اللغة ذكروا أن العترة: نسل الرجل ورهطه وعشيرته الأدنون، وهو لا يقتضي تخصيص عترة رسول الله بمن ذكر، والله أعلم.

(٢) وإشارة إلى أن أصل «آل»: «أهل»، وإلى قصر الآل على من ذكر، ودخول الذرية لما سيأتي إن شاء الله تعالى.

(٣) محمد بن علي بن الحسين $.