شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 24 - الجزء 1

  أجيب: بأن الخارج من النقوش لا يكون إلا شخصيا، وليس المراد وصف ذلك الشخص بتلك الأوصاف، وإنما الغرض وصف نوعه وهو النقش الكتابي⁣(⁣١)، أعم من أن يكون ذلك الشخص أو غيره مما يشاركه في ذلك المفهوم، ولا شك في أنه لا حضور لهذا الكلي في الخارج؛ فاستعمال لفظ الإشارة على سبيل المجاز؛ تنزيلا للمعقول منزلة المحسوس؛ تنبيها على ظهوره، وترغيبا، وتنشيطا.

  و «هذا» مبتدأ، خبره (مختصر) أي: قليل اللفظ كثير المعنى (في علم(⁣٢) أصول الفقه) أي: في بيان، أو تبيين، أو تحصيل ما به تحصل ملكته [أو حصول علم الأصول].

  فإن قيل: ما معنى ظرفية نحو البيان للألفاظ؟

  أجيب: بأنها مجازية، إقامة للشمول العمومي⁣(⁣٣) مقام الشمول الظرفي، ووجه الشمول وجود البيان بوجود الألفاظ، ولا عكس⁣(⁣٤).

  والأصول: جمع أصل، وهو لغة⁣(⁣٥): ما يبتنى عليه غيره من حيث يبتني عليه. فبقيد الحيثية خرج أدلة الفقه - مثلا - من حيث تبتني على علم التوحيد، فإنها بهذا الاعتبار فروع لا أصول. وهذا القيد⁣(⁣٦) لا بد منه في تعريف الإضافيات، إلا أنه كثيراً ما يحذف؛ لشهرة أمره.

  ثم نقل الأصل في عرف الفقهاء والأصوليين إلى معان مثل:


(١) أي: المرتسم في الذهن.

(٢) بعدما تقرر أن أصول الفقه لقب للعلم المخصوص لا حاجة إلى إضافة العلم إليه، إلا أن يقصد زيادة بيان وتوضيح كشجرة الأراك. ذكره في التلويح. منه.

(٣) ووجهه أنه يوجد البيان بوجود الألفاظ وبغيرها كالكتابة والإشارة والعقل، فكان البيان فيه شمول لعمومه الألفاظ وغيرها.

(٤) أي: لا توجد الألفاظ بوجود البيان.

(٥) وقدم تعريف المضاف وإن كانت معرفته من حيث إنه مضاف متوقفة على معرفة المضاف إليه نظراً إلى سبقه في الذكر والله أعلم. منه.

(٦) أي: قيد الحيثية.