[مذهب الصحابي]
  (و) حجتهم: (قوله ÷: أصحابي كالنجوم ... الخبر) تمامه: بأيهم اقتديتم اهتديتم؛ فيكون الاقتداء بهم اهتداء، (ونحوه) ما روي عنه ÷ أنه قال: «ما أدري ما قدر بقائي فيكم، فاقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر، وتمسكوا بهدي عمار، وما حدثكم به ابن مسعود فصدقوه» أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه وغيرهم عن حذيفة.
  وعنه ÷: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي»، وذلك أمرٌ بالاقتداء بهم والاهتداء بهديهم، وإخبارٌ أن الاقتداء بهم اهتداء، وذلك يدل على وجوب الاقتداء بمذهبهم وكونه حجة، وإلا لم يكن اهتداء ولا ديناً.
  قلنا: أما حديث «أصحابي كالنجوم» فمقدوح في رواته، قال الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد #: راويه جعفر بن عبد الواحد الهاشمي القاضي، قال فيه الدارقطني: يضع الحديث، وقال أبو زرعة: روى أحاديث لا أصل لها، وقال ابن عدي: يسرق الحديث، ويأتي بالمناكير عن الثقات، وقال فيه الذهبي في ميزانه: ومن بلاياه: عن وهب بن جرير عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، عن النبيء ÷: «أصحابي كالنجوم من اقتدى بشيء منها اهتدى».
  وروى السيد محمد بن إبراهيم في تنقيحه عن ابن كثير الشافعي تضعيفه، وقال: رواه عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه، كذبه ابن معين والبزار، ونفى السعدي والجوزجاني عنه الثقة، وضعفه أبو داود، وضعف أباه، وقال البخاري وأبو حاتم: متروك، ووهاه أبو زرعة، وقال ابن حجر في تلخيصه: رواه عبد بن حميد من طريق حمزة النصيبيني عن نافع عن ابن عمر، قال: وحمزة ضعيف، وقال الذهبي: قال فيه ابن معين: لا يساوي فلساً، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن عدي: عامة مروياته موضوعة.