[المنطوق]
  والنساء: [اسم](١) جمع المرأة، نَصَّ عليه الرضي في المجموع، ولا يطلق إلا على من جاوز حد البلوغ، كما أن الرجل كذلك.
  ثم القولُ بأن دلالةَ الإشارة غيرُ مقصودة مَحلُّ تأملٍ، سيما في خطاب الباري تعالى؛ فالأولى إذاً أنْ يقال: إِن سَوْقَ الكلام أوَّلاً وبالذات لغيرها، وإن كانت مرادةً ثانياً وبالعَرَض، والله أعلم.
  والفرق بين غير الصريح من المنطوق وبين المفهوم: أنَّ غيرَ الصريح من الأحوال المدلول عليها بالاقتضاء والإيماء والإشارة أحوالٌ للمذكور، ولكنها غير مذكورة في العبارة، وإنما هي مدلول عليها بالالتزام، فخرجت عن المنطوق الصريح إلى غير الصريح، بخلاف المفهوم فَليس حالاً للمذكور، كتحريم الضرب مثلاً، وإنما المذكور التأفيف، وكعدم وجوب الزكاة في المعلوفة فإنه حال للمعلوفة وهي غير مذكورة، وإنما المذكور السائمة [في] نحو: «في الغنم السائمة زكاة».
  بيان ذلك فيما ذكرنا: أَنَّ المؤاخذةَ، والأهلَ، والتمليك، والعلية، ومساواة مدة الحيض لمدة الطهر في بعض النساء، وأقل مدة الحمل، وجواز الإصباح جنباً - أَحْوَالٌ(٢) غير مذكورة لمذكورات، هي - أي: المذكورات -: الخطأ، والنسيان، والقرية، والعبد، والمعلول، وبعض النساء، والحمل، والصائم؛ فلا اشتباه بينهما كما يتوهم.
  قلت: وأيضاً فإن المفهوم الاصطلاحي منحصر في نوعين، ولا يصدق عليه ماهية أحدهما فتأمل، والله أعلم.
(١) (نخ).
(٢) خبر (أنّ).