شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[المجاز]

صفحة 63 - الجزء 2

  قال: «اقطعوا لسانه»، فتبادر إلى فهم بعضهم أن المراد القطع الحقيقي بنحو السكين.

  ومثل جمع اللفظ باعتبار معناه المختَلَف في كونه حقيقةً أو مجازاً على خلاف جمع⁣(⁣١) الحقيقة المعلومة باتفاق، كالأمر بمعنى الفعل فإنه يجمع على أمور، ويمتنع فيه أََوامر جمع أمْر بمعنى القول الذي هو حقيقة فيه باتفاق⁣(⁣٢).

  وهذه العلامة لا تنعكس؛ إذ المجاز قد لا يجمع أصلاً، كالتجوز بالفعل⁣(⁣٣)، وقد لا يجمع⁣(⁣٤) بخلاف⁣(⁣٥) جمع الحقيقة، كالأسد.

  ومثل عدم الاشتقاق منه، وذلك بأن يعلم له معنى حقيقي وقد اشتق من ذلك اللفظ باعتبار ذلك المعنى، ولم يشتق منه باعتبار معنى له آخر متردد في كونه⁣(⁣٦) فيه⁣(⁣٧) حقيقة أو مجازاً، كأمر فإنه اشتق منه بمعنى القول؛ إذ قيل: آمر ومأمور، ولم يشتق⁣(⁣٨) منه بمعنى الفعل.

  وهذه العلامة أيضاً غير منعكسة؛ إذ المجاز قد يشتق منه كما في الاستعارة التصريحية⁣(⁣٩)، والله أعلم.


(١) وَجْه دلالة جمع اللفظ على خلاف جمع الحقيقة: أنه لا يكون مشتركاً معنوياً وإلا لما اختلف جمعهما لأنه لفظ واحد بمعنى واحد، بقي أن يكون مشتركاً لفظياً أو حقيقة ومجازاً، والثاني أولى لأن المجاز أولى من الإشتراك.

(٢) أي: فيعلم أنه بمعنى الفعل مجاز لمخالفة جمعه جمع الحقيقة.

(٣) نحو: نطقت الحال؛ لأن الفعل لا يجمع.

(٤) قوله: قد لا يجمع بخلاف جمع الحقيقة، يعني بل يتحد جمعاهما كالحُمُر لأنه صادق على الحيوان الناهق والبليد والأسد فإنه جمع الحيوان المفترس والرجل الشجاع فليس الاتحاد في الجمع علامة الحقيقة.

(٥) متعلق بقوله: يجمع.

(٦) أي: ذلك اللفظ.

(٧) أي: في المعنى الآخر.

(٨) كما في: نطقت الحال، أي: دلت؛ فإنه يصح أن يقال: الحال ناطقة.

(٩) التبعية (نخ).

=