شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[الأداء]

صفحة 46 - الجزء 1

  أي: لا يمنع منه العقل، فيشمل: الواجب⁣(⁣١)، والراجح، والمرجوح، ومتساوي الطرفين. (أو شرعاً)، يقال هذا جائز، أي: لا يمتنع من جهة الشرع، فيشمل: الواجب، والمندوب، والمكروه، والمباح.

  (وعلى ما استوى فعله وتركه): عقلا كفعل الصبي، أو شرعا كالمباح، فهذا أعم منه⁣(⁣٢).

  (وعلى المشكوك فيه) وهو الذي تعارضت فيه أمارتا الثبوت والانتفاء، أمارة تقتضي ثبوته، وأمارة تقتضي نفيه، في العقل أو الشرع. مثاله في العقلي: ما يقوله المتوقفون في أصل الأشياء هل على الحظر أو على الإباحة؟ فإن المتوقف يصفه بأنه جائز الأمرين؛ لاستوائهما عند تعارض دليليهما. ومثاله في الشرعي: ما يقوله المتوقف في حكم⁣(⁣٣) لحم الأرنب، ووجوب صلاة العيدين؛ لتعارض أمارتي الأمرين جميعا، فذلك كله صحيح⁣(⁣٤).

  فهذه هي المعاني التي يعبر عنها في لسان العلماء بالجائز.

[الأداء]

  (والأداء) لغة: هو الإيصال والقضاء.

  واصطلاحاً: (ما) موصوفة أو موصولة، لا مصدرية؛ لعود الضمير إليها؛ لأنه إنما يعود على الأسماء لا الحروف، أي: شيء أو الذي، فالمصدر⁣(⁣٥) فيه وفيما بعده⁣(⁣٦) بمعنى المفعول، (فعل في وقته المقدر له أولا شرعا) لم يقل: «واجب فعل»؛


(١) يشمل الواجب، أي: الواجب العقلي، والراجح: وهو المندوب العقلي، والمرجوح: وهو المكروه العقلي، ومتساوي الطرفين: وهو المباح العقلي.

(٢) أي: أعم من المباح؛ لأن المراد به ما استوى فيه الأمران شرعاً كالمباح، أو عقلاً كفعل الصبي.

(٣) في نسخة: حل.

(٤) «جائز». نخ.

(٥) «فالمحدود». نخ

(٦) القضاء والإعادة.