شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[بماذا يصير المقلد ملتزما]

صفحة 249 - الجزء 2

  ملكت أمرها⁣(⁣١)، فلم يفرقوا بين كون زوجها حرًّا أو عبداً.

  (أو) كون الراوي (أقرب مكاناً) من الرسول ÷، بأن يصرح بأنه كان عند التحمل قريباً، دون الآخر، كما تُقَدَّم رواية ابن عمر أنه ÷ أفرد التلبية، على رواية أنس وابن عباس أنه ثناها، أي: قرن، وعلى رواية سعد بن أبي وقاص أنه تمتع؛ لأن ابن عمر كان حين لبى تحت جران ناقته ÷، فالظاهر أنه أعرف. وجران الناقة: مقدم عنقها، من منحرها إلى مذبحها. ذكره في الصحاح.

  (أو من أكابر(⁣٢) الصحابة) والآخر من أصاغرهم، فإن الأول أرجح؛ لقربهم من مجلس الرسول ÷ في الأغلب، فالظاهر أنهم أعرف، عند جمهور أصحابنا وغيرهم⁣(⁣٣).

  (أو متقدم الإسلام)؛ وقضى بعض فقهاء العامة برواية متأخر الإسلام⁣(⁣٤)؛ لأنه يحفظ آخر الأمرين عن رسول الله ÷، ولهذا قال إبراهيم النخعي: كان يعجبهم حديث جرير البجلي في المسح على الخفين؛ لأن إسلامه بعد نزول المائدة.

  قالوا: وفي معنى تأخر الإسلام تأخر الصحبة؛ ولذلك قدموا رواية ابن عباس في التشهد على رواية ابن مسعود.

  والقول الأول أولى؛ لأن المتقدم أعرف وأشد تحرزاً وتصوناً؛ لزيادة أصالته في الإسلام.


(١) بالعتق فأشبه بلوغ الصغيرة.

(٢) أي: من رؤساء الصحابة لا بالسن.

(٣) وعن أحمد أنه يقدم الأكبر فالأكبر، فيقدم الخلفاء الأربعة على غيرهم، قالوا: ولذلك كان علي # يحلف الرواة ويقبل رواية أبي بكر من غير تحليف.

(٤) وقد عد ابن الحاجب هنا تقدم الإسلام مرجحاً وفي الترجيح بأمر خارج تأخره، فقيل: إنه ناقض وقد جمع بينهما لأنه هنا فيما علم اتحاد زمن روايتهما لثبات قدم الأقدم والآتي فيما علم موت المتقدم قبل إسلام المتأخر أو أن أكثر روايته قبل إسلام المتأخر والغالب كالمتحقق أو أن روايته هذه قبل رواية المتأخر.