[بماذا يصير المقلد ملتزما]
  وقول ابن عباس: «كنا نأخذ بالأحدث فالأحدث» معناه نقدم المتأخر بقرينة على المتقدم، والله أعلم.
  (أو) كونه (مشهور النسب)؛ لأن اهتمام النسيب بالتصون والتحرز وحفظ الجاه أكثر.
  وقال الإمام المهدي #: والأقرب أن أصحابنا لا يرجحون بذلك مع كمال العدالة.
  (أو) كونه (غير ملتبس بمضعف) روايته، والآخر ملتبس به، بأن كان اسمه كاسم ضعيف الرواية، مثاله: أن يروى خبر عن أبي ذر، فيعارض بخبر عن وابصة ولم يذكر أبوه، فيلتبس بوابصة بن معبد لأنه ممن تضعف روايته. كذا ذكره الآمدي وشراح المنتهى غير العضد.
  وقيل: المراد من خالط أو مازح من لا تقبل روايته؛ لأن ذلك حط من مرتبته، فإن رواية الأول أولى بذلك.
  (و) منها: أنه يرجح (بتحمله) للرواية حال كونه (بالغاً) على من تحملها صبياً قطعاً أو احتمالاً، كترجيح رواية ابن مسعود على رواية ابن عباس، لأنه قبض رسول الله ÷ ولما يبلغ ابن عباس؛ لخروجه عن الخلاف فالظن به أقوى، ولأنه أكثر ضبطاً وتعقلاً للمعنى(١).
  (وبكثرة المزكين) لرواي أحد المتعارضين (أو أعدليتهم) فمتى(٢) كان مزكوه أكثر أو أعدل بأن لا يكون [المزكي] متساهلاً في دقائق التزكية كان حديثه أرجح من حديث مقابله. فإن اختلفت الصفات بأن كان مزكو هذا أكثر ومزكو هذا
(١) وإنما لم يعتبر ذلك في الشهادة لأنها إخبار عن معنى واحد لا يتغير ولا تختلف معرفته باختلاف الأحوال صغيراً أو كبيراً، بخلاف الرواية فإنه يراعى فيها الألفاظ والأحوال والأسباب؛ لتطرق الوهم إليها والتغيير والتبديل، ويختلف ذلك بالصغر والكبر، فيبالغ في معرفتها لذلك.
(٢) «فمن» غاية.