منهج المستوى الثالث الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

فصل [في آيات الصفات]

صفحة 9 - الجزء 1

  ولا حَلَّ في مُتَحَيِّز أصلا، ولا حَدَّه فَوْقٌ، ولا تحت، ولا يمين، ولا شمال، ولا خَلْفٌ، ولا أمام، ولا يجوز عليه المجيء، ولا الذَّهاب، ولا الهبوط ولا الصعود.

  كان قبل خَلْق العَالَم ولا مكان، ويكون بعد فناء العالم ولا مكان، وهو خالق المكان مستغنٍ عن المكان، وخالقُ الزمان فلم يتقدمه زمان، ليس بنورٍ ولا ظلام؛ لأن جميع ما ذُكِرَ ينافي القِدَم.

  ولأجل ذلك نقول: إنه لا يجوز أن يقال: هو طويل، ولا قصير، ولا عريض، ولا عميق، ولا شَوِيهٌ ولا مليح، ولا أن يقال: هو يَسْتَرُّ أو يَغْتَمُّ، أو يَظُنُّ أو يَهْتَمُّ، أو يَعْزِمُ، أو يؤَلَّمُ، أو يَلْتَذُّ أو يشتهي، أو يَنْفُرُ؛ لأن ذلك كلَّه شواهدُ الوجودِ بعد العدم، ومُنَافٍ لما هو عليه من صفات الكمال والعظمة والجلال.

فصل [في آيات الصفات]

  فإن قيل: إنه قد ذكر في القرآن: {يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}⁣[المائدة: ٦٤]، وأن له جَنْبَاً، وعيناً، وأَعْيُنَا، ونفساً، وأيدِياً، لقوله: {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا}⁣[يس: ٧١]، ووجهاً.

  فقل: يداه: نعمتاه، ويَدُهُ: قُدْرَتُه، والأيدي هي: القدرة، والقوة أيضاً.

  وجنباً في قوله تعالى: {يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ}⁣[الزمر ٥٦]؛ أي: في طاعته.

  ونفساً في قوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}⁣[المائدة ١١٦]، المراد به: تعلم سِرِّي وغيبي، ولا أعلم سِرَّك وغيبك.

  ووجهُهُ: ذاته ونفسه.

  وقوله تعالى: {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}⁣[البقرة: ١١٥] أي: الجهة التي وَجَّهَكُمْ إليها.

  وما ذكر من العين والأعين، فالمراد به: الحفظ، والكَلاَءةُ، والعلم.

  وقوله: {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}⁣[الأعراف: ٥٤] استواؤه: استيلاؤه بالقدرة والسُّلطان، ليس كمثله شيء، ولا يشبهه ميت ولاحي.