(6) انتشار الإسلام بعد صلح الحديبية
  يأمره أن يبعث رجلين جلدين ليأخذا رسول الله ÷ ويذهبا به إلى كسرى، فلما وصلا إلى النبي ÷ وأخبراه تبسم ودعاهما إلى الإسلام وفرائصهما ترتعد، ثم قال لهما: «ارجعا عني يومكما هذا حتى تأتياني الغد فأخبركما بما أريد»، فجاءاه من الغد فأخبرهما أن الله تعالى قد سلط على كسرى ابنه فقتله في تلك الليلة، فرجعا إلى باذان فأخبراه وجاءه الخبر بقتل كسرى مطابقًا لخبر النبي ÷ فأسلم باذان هو والأبناء(١) الذين في اليمن.
  وقد كانت الروم وفارس في ذلك الوقت أقوى دولتين في العالم.
  وبعث رسول الله ÷ حاطب بن أبي بلتعة وهو أحد الستة إلى المقوقس عظيم القبط(٢) يدعوه إلى الإسلام، وكتب معه كتابًا، ولما وصل وقرأ عليه الكتاب فعظم الكتاب واحترمه وأكرم حاطبًا وبعث معه بجاريتين وهدية ولم يسلم، فقبل رسول الله ÷ هديته وأخذ الجاريتين مارية أم إبراهيم بن رسول الله ÷ وأختها.
  وبعث رسول الله ÷ إلى كثير من الملوك والرؤساء من العرب والعجم يدعوهم إلى الإسلام. وقد دخل كثير من الناس في الإسلام، وهذا كله مما ترتب على صلح الحديبية.
  أسئلة:
  س ١: ماذا فعل قيصر عندما وصله كتاب رسول الله ÷ يدعوه إلى الإسلام؟
  س ٢: ماذا فعل كسرى عندما وصله الكتاب؟ وماذا حدث له؟
(١) الأبناء: هم الفرس الذين كانوا في اليمن.
(٢) القبط: أهل مصر.