منهج المستوى الثالث الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(10) فتح مكة

صفحة 125 - الجزء 1

(١٠) فتح مكة

  رمضان سنة ٨ هـ

  كان فتح مكة أعظم انتصار للإسلام ورسول الإسلام ÷؛ لأن أهل مكة - قريشًا - كانوا أكبر عدو للإسلام ونبي الإسلام قبل الهجرة وبعدها كما تقدم.

  هذا، وقد كان بنو بكر من كنانة انضمت في صلح الحديبية إلى قريش، وانضمت خزاعة إلى صف النبي ÷ والمسلمين كما تقدم، فمضى على هذا الصلح ما يقارب السنتين، ثم بعد ذلك عدت بنو بكر على خزاعة على حين غرة فقتلت فيها وأعانتهم قريش بالسلاح خفية، فجاءت خزاعة تخبر النبي ÷ بما فعلت قريش، وقال شاعرهم عمرو بن سالم الخزاعي للنبي ÷ وهو جالس في المسجد بين الناس:

  لاهم إني ناشد محمدا

  حلف أبينا وأبيه الأتلدا

  إن قريشًا أخلفوك الموعدا

  إلى أن قال:

  وقتلونا ركعًا وسجدا

  فقال ÷: «نصرت يا عمرو بن سالم».

  ثم خافت قريش مما فعلت من الإخلال بالصلح، فركب أبو سفيان وتوجه إلى النبي ÷ ليشد العهد ويؤكد الصلح ويهدئ الوضع، فوصل المدينة وكلم النبي ÷ فلم يرد عليه شيئًا، فكلم عليًّا فلم يجد عنده ما يريد، وكلم فاطمة فلم يجد ما يريد، فسأل عليًّا بالرحم واستنصحه، فقال له علي #: (والله لا أعلم لك شيئًا، ولكنك سيد بني كنانة فقم وأجر بين الناس ثم الحق بأرضك)، فقال: وهل ينفعني ذلك؟ قال علي: (لا ولكني لا أجد لك غير ذلك)، فمضى أبو سفيان وقال ذلك، ثم قفل راجعًا إلى مكة.