منهج المستوى الثالث الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(12) دخول مكة

صفحة 129 - الجزء 1

(١٢) دخول مكة

  ثم أقبل رسول الله ÷ على ناقته القصوى حتى وقف بذي طوى⁣(⁣١) وتوسط الناس، وإن لحيته تكاد تمس واسطة الرحل تواضعًا لله حيث رأى ما رأى من كثرة المسلمين ومن الفتح والنصر على قريش ألد أعدائه، وقال: «لا عيش إلا عيش الآخرة».

  قال الواقدي: ودخلت الجنود كلها فلم تلق حربًا إلا مجموعة قليلة قاومت قليلا ثم انهزمت.

  قال جابر بن عبد الله: فلما أشرف رسول الله نظر إلى بيوت مكة فحمد الله وأثنى عليه، ونظر إلى موضع قبة تجاه شعب بني هاشم حيث حصر رسول الله ÷ وأهله ثلاث سنين، وقال: «يا جابر، إن منزلنا اليوم حيث تقاسمت علينا قريش في كفرها».

  ثم بعد ذلك ذهب رسول الله ÷ حتى وصل الكعبة على راحلته فاستلم الركن بمحجنه وكبر فكبر المسلمون لتكبيره وعجوا بالتكبير حتى ارتجت مكة، ثم طاف بالبيت وحول الكعبة وفوقها ثلاثمائة وستون صنمًا، وكلما مر بصنم منها أشار بقضيب في يده ويقول: «جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا»، فيقع الصنم لوجهه، ثم أمر بهبل فكسر، ثم أرسل إلى عثمان بن طلحة يأتيه بمفتاح الكعبة فدخلها وأزال ما فيها من التماثيل ومكث فيها ما شاء الله، ثم خرج رسول الله ÷ وأهل مكة قيام تحته، ثم قال: «الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ماذا تقولون وماذا تظنون؟» قالوا: أخ كريم، وابن أخ كريم، وقد قدرت، فقال: «إني أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم


(١) واد على نحو فرسخ من مكة على طريق التنعيم، ويعرف الآن بالزاهر. (كتاب الحج والعمرة للمولى مجد الدين المؤيدي #).